ما ذنبي
يا مازيمبي أنا ايه ذنبي لو كنت أعشق فريقاً يجندل الكبار، وأنا أيه ذنبي لو كنت أهوى هلالاً يضئ عتمة الليالي ويحلو تحت ضيائه التسفار … وأنا أيه ذنبي لو كنت أسير الجمال سادن الأزرق عاشق الهلال،
وأنا أيه ذنبي يامازيمبي لو كان هلالنا يجيد زراعة الفرح في الفيافي والصحاري والرمال.
ياناس أنا أيه ذنبي لو كنت من تبيت هلالابي أبوي حضن كاس الدهب مع القاقا وأمي باعت لي الدهب ونادر أخوي ساكن المدرجات فطورو تسالي وغداهو قصب وأنا أخو كل الهلالاب قرافي ومحمد سلمان والطيب قصب، جدي أحمد ود الطيب هلالابي من قبل يخططوا المسالمة وفارس ولدي هلالابي يكاتل وجداد حبوبتي رضينة ذاتو هلالابي.
ايه ذنبي وايه ذنب الأهلة لو مالت قلوبهم صوب العرضة جنوب ومارسوا فيها حب أغلى محبوب، وبعد أن عز البقاء وتحولت شوارع أم در إلى أشباح وتكحلت عيونها ببارود الحروب، سافرت أشواق الأهلة إلى بلاد الشنقيط تتابع سيد البلد والبلدان وهو يزرع الفرح في أرجاء القارة الأفريقية كأنه يلاحق ضحايا الحرب المنتشرين في دول القارة السمراء ليرسم الابتسامة على شفاه التعساء ويهب الحب لقلوب سكنها الحزن تتوه في كل أرض وتسافر تحت كل سماء.
نعم الهلال وحده الذي عودنا أن نفرح وعوضنا خيبات الساسة ومطامع العسكر ففي كل موسم يخذلنا الحكام ويحيلون بلادنا إلى حطام وحواضرنا وقرانا إلى ركام، ينهض الهلال بكل إباء وبسالة ليمسك قنديلاً أزرقاً يضئ به عتمة سمانا وينشر الفرح في طريق أحلامنا ومنانا … الهلال وحده الذي يتصدى لكل مواسم الخذلان يمتشق سيف النصر يكسب كل الجولات وينتف ريش الغربان … يمسك بريشة كل مبدع وفنان ويرسم الجمال في كل شبر وكل مكان.
كسب الهلال مازيمبي وقبله شباب تنزانيا والدور على محاربين الصحاري لتمضي مسيرة الانتصارات تزرع الأمل في الدروب التي حرقتها الدانات وفي الحارات التي تحولت لأوكار جريمة تسكنها القطط وتفوح منها رائحة الموت.
ألا تغارون أيها القتلة حميدتي والبرهان من أخوان الغربال وروفا الفنان أليس في صدوركم قلب حار زي صلاح عادل وإرنق رمز الشجعان … ألا تجيدون زرع الورود في طريق الحراير ووسط الحيشان.. ألا تعرفون كيف تسعدون الأطفال وتسترون النساء وتحترمون الشيبان.. ألا تملكون قلوبا يسكنها الايمان تدعون للسلام وتتصافحون كالإخوان …
جملة أخيرة
تعالوا لنشاهد سادومبا وباري ديمبا وروبيرتو وأمبيلي وجيش جرار من المحترفين الذين ارتدوا شعار الهلال يقدمون لنا درساً في حب الشعار وفي صدق الانتماء لناد أحبوه ولجمهور بادلهم الحب بحب صادق ووفاء معهود في الديار الزرقاء … ألا تعون الدرس يا جنرالات الخلاء والكليات ويا تجار الحروب وتتعلمون من زوار السودان كيف تحبون الأوطان وكيف تحمون بلادكم من التمزق والتعنصر والارتزاق وبيع الأوطان ألا تتعلمون كيف تشيعون السلام بين ربوع بلادكم بدل أن تتنازعوا على سلطة نهايتها كفن بلا جيوب وجيفة في قبر بلا جيران … تعلموا تواضعوا فالسودان هو أرض الخير وبلد الرجال وأعظم الأوطان.